حبيب الله
المساهمات : 267 تاريخ التسجيل : 16/08/2011
| موضوع: البرهان المؤيد لسيدي الإمام أحمد الرفاعي الجمعة سبتمبر 16, 2011 8:14 pm | |
| تــمهــــــيد
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. وبعد، فيقول الله عز وجل: (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون) (القصص 70)
قال الإمام شمس الدين بن قيم الجوزية (691 – 751 هـ): "من أعجب الأشياء أن تعرفه (أي أن تعرف الله تعالى) ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره، وأن تعرف غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه. وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه، وأنك أحوج شيء إليه وأنت معرض عنه وفيما يبعدك عنه راغب" (الفوائد 72 – 73) .
وقال الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله: "تحدث أحمد بن تيميه رحمه الله تعالى عن تمسك الصوفية بالكتاب والسنة في مجموع فتاويه فقال: "فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشايخ السلف، مثل الفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والسري السقطي، والجنيد بن محمد، وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ عبد القادر (الجيلاني) والشيخ حماد، والشيخ أبي البيان، وغيرهم من المتأخرين، فهم لا يسوغون للسالك ولو طار في الهواء أو مشى على الماء أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين، بل عليه أن يعمل المأمور ويدع المحظور إلى أن يموت. وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف، وهذا كثير في كلامهم". (مجموع فتاوى أحمد بن تيمية 10/516) .
وقال الأستاذ الشيخ أحمد الرفاعي رحمه الله: • أي أخي، أوصيك بتقوى الله، وإتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. • العلم شرف في الدنيا، وعز في الآخرة. • لفظتان ثُلمتان في الدين: القول بالوحدة (وحدة الوجود)، والشطح المجاوز حد التحدث بالنعمة.
• كل حقيقة خالفت الشريعة فهي زندقة. • الصوفي من صفا، فلم ير لنفسه على غيره مزية. • الشيخ من يلزمك الكتاب والسنة، ويبعدك عن المحدثة والبدعة. • الشيخ ظاهره الشرع وباطنه الشرع. • الطريقة : الشريعة. لوث هذه الخرقة كذاب قال: الباطن غير الظاهر. العارف يقول: الباطن باطن الظاهر وجوهره الخالص. • إياك والقول بالوحدة التي خاض بها بعض المتصوفة. • إياك والشطح، فإن الحجاب بالذنوب أولى من الحجاب بالكفر (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء) (النساء 48 و 116). • إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فلا تعتبره حتى تزن أقواله وأفعاله بميزان الشرع. • إياك والإنكار على الطائفة في كل قول وفعل، سلم لهم أحوالهم، إلا إذا ردها الشرع فكن معه. (الطائفة: طائفة الصوفية). • الولي من تمسك كل التمسك بأذيال النبي صلى الله عليه وسلم (أي بسنته المطهرة) ورضي بالله وليا. • من اعتصم بالله جل، ومن اعتمد على غير الله ذل، ومن استغنى بالأغيار قل، ومن اتبع غير طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ضل.
• اسلك طريق الإتباع؛ فإن طريق الإتباع خير، وطريق الابتداع شر، وبين الخير والشر بون بين. • المعرفة بالله على أقسام، وأعظم أقسامها تعظيم أوامر الله. • الصوفي لا يسلك غير طريق الرسول المكرم صلى الله عليه وسلم، فلا يجعل حركاته وسكناته إلا مبنية عليه. • من لم يزن أقواله وأفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره، لم يثبت عندنا في ديوان الرجال. • وسلط الله أيضا من أهل البدعة والضلالة، فكذبوا على القوم وأكابر الرجال، وأدخلوا في كلامهم ما ليس منه. • لا تعمل عمل أهل الغلو، فتعتقد العصمة في المشايخ، أو تعتمد عليهم فيما بينك وبين الله، فإن الله غيور، لا يحب أن يدخل فيما آل إلى ذاته بينه وبين عبده أحد. • التوفيق في جميع الأحوال إنما هو من الله سبحانه وتعالى.
هذه الشذرات غيض من فيض الإمام الرفاعي (512-578 هـ - 1118-1182م)، واسمه أحمد بن علي بن يحيى الرفاعي، ولد في قرية حسن (من أعمال واسط بالعراق) ودرس في واسط، وسلك طريق التصوف، وحببت طريقته إلى الخاص والعام، فأخذها عنه آلاف
المريدين، وكانوا يصدون إليه في قرية (أم عبيدة) بالبطائح (بين واسط والبصرة).
وعني الإمام أحمد بالعلوم الشرعية، وأطال الدرس فيها، وترك من بعده، إضافة إلى طريقته المربية، كتبا كثيرة، منها معاني بسم الله الرحمن الرحيم، تفسير سورة القدر، الطريق إلى الله، حالة أهل الحقيقة مع الله، الصراط المستقيم، النظام الخاص لأهل الاختصاص، المجالس الأحمدية، كتاب الحكم، الرهان المؤيد..
والبرهان المؤيد جملة من المواعظ والتوجيهات والوصايا، وفيه تبيان لطائفة من قواعد التصوف الإسلامي، وإلحاح على ضرورة تحصينه بأسوار الشريعة الغراء. والإمام الرفاعي يسهم بذلك في وضع أساس طيب عميق الجذور لطريقة التصوف الإسلامي الذي يمكن أن يلقى قبولا لدى كل أهل القبلة وإن اختلفوا في درجة الإقبال عليه.
وما من شك في أن هذا الأساس المتين مدعاة للمسلمين – على تباين مشاربهم – إلى أن يمنح بعضهم بعضا مزيدا من الثقة والارتياح والاطمئنان، وأن يعضوا بالنواجذ على عرى الوحدة الإسلامية التي فرضها الله عز وجل على أمة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم.
وليس واجبا على كل مسلم أن يتصوف، وليس بمخرجه من دين الله تعالى ألا يتصوف، إنما عليه ألا يفرط بالحد الأدنى الذي يقتضيه الإخاء
الإسلامي، وهو إذا سمع بعض مصطلحات مما تعارف عليه القوم، ووسعها الشرع، ألا يدع لمساوئ الظنون أن تجتاح فكره، وتبلبل ذهنه، فباب الله عز وجل واسع، ودينه عظيم، واختلاف الأمة المحمدية في المسائل الفرعية، والمحتملة لأكثر من حكم محفوف بالشريعة، إن هو إلا رحمة وحكمة. | |
|
القحطان
المساهمات : 430 تاريخ التسجيل : 11/03/2012
| موضوع: رد: البرهان المؤيد لسيدي الإمام أحمد الرفاعي الإثنين يوليو 09, 2012 8:57 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابدعت وسلمت يمناك يالطيب دمت لنا بود وفى انتظار جديدك | |
|
الخالدى
المساهمات : 505 تاريخ التسجيل : 11/03/2012
| موضوع: رد: البرهان المؤيد لسيدي الإمام أحمد الرفاعي السبت نوفمبر 03, 2012 10:17 pm | |
| ايها الشيخ الكبير لقد عجزت كلمتنا عن التعبير الكبير الى سيادتك
| |
|