الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:<O:p></O:p>
فإني قرأت مقالا يبحث فيه صاحبه مسألة صلاة الجمعة ووجوبها في حق المرأة ،ورد فيه إجماع الأمة الإسلامية ،ورد النصوص النبوية وضل يزوق ويبهرج ويزيف ويهرج حول معاني بعض الآيات القرآنية وينزلها على أئمة أهل السنة والجماعة، وكلام هذا الرجل –كما سيتبين- يدل على جهله بأصول وقواعد أهل العلم في علم المصطلح والأصول ، لتكون النتيجة أنه ظاهري يقول بظاهر القرآن-كما يزعم الأخذ به- وعميت بصيرته عن الأخذ بالسنة النبوية ، وهي شنشنة نعرفها من أخزم ، ذلك أن أمثاله يردون السنة باعتبار أنها قد دخلها الضعيف والموضوع فلا تكون حجة ، ولا توجب العلم والعمل،فسأعلق عن بعض المسائل التي آثارها المشبوه وإلا فهو كناطح الجبل ليكلمه ، وحججه<O:p></O:p>
تتهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور<O:p></O:p>
فأقول:<O:p></O:p>
-إن أهل السنة والجماعة مجمعون على أن الله عزوجل حفظ السنة النبوية كما حفظ القرآن الكريم ، وقيد لها جهابذة يذبون عنها وينفون عنها زيف المزيفين وتخريب المخربين ووضع الوضاعين ، كما قال رجل لعبد الله بن المبارك وكان قد رد أحاديثه: ما تفعل في كذا وكذا حديث قد وضعتها، فقال عبد الله رحمه الله:" يعيش لها الجهابذة".<O:p></O:p>
وقد قال هشام بن حسان" إن الله يوحي بالسنة كما يوحي بالكتاب" رواه الدارمي.<O:p></O:p>
وأدلة وجوب العمل بالسنة متواترة لا يمكن ذكرها هنا ، وقد أجمع العلماء على أن من رد شيئا منها كفر.<O:p></O:p>
قول المشبوه
حديث نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم )، وذكر حديث <O:p></O:p>
طارق بن شهاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة عبد مملوك أو امرأة أو صبي أومريض. رواه أبو داود ثم ذكر تعليق أبي داود : طارق بن شهاب رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، وظن المشبوه أن هذا القول يضعف الحديث ، والحق ما قال أبو داود لكن ثبوت الصحبة لطارق بن شهاب يصحح الحديث لأن غايته مرسل صحابي ، ومع ذلك فالحديث أخرجه أيضا الدارقطني من حديث طارق أيضا ورواه الحاكم من حديث طارق هذا عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم وسنده صحيح على شرط الشيخين ، وله شاهد يستأنس به من حديث جابر عند الدارقطني والبيهقي وفيه ذكر المسافر ايضا لكن فيه ضعيفان هما ابن لهيعة ومعاذ بن محمد الأنصاري ، فأين المشبوه من قواعد علم المصطلح الذي جعله يغتر بكلام أبي داود رحمه الله ولكنه الجهــــــــــل.<O:p></O:p>
- أما قوله بوجوب صلاة الجمعة على المرأة ، فأقول: فرضا أننا سلمنا بذلك فكيف تصليها ؟ وفي أي وقت؟ وبم تنعقد؟ولكن الجاهل ليس له أصل يرجع إليه ولا مستند يعول عليه، فهنا تقف خزعبلاته وينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.<O:p></O:p>
- ثم يعرض برد السنة قائلا: والتحريم لله تعالى حصرا، قلت: ولرسوله أيضا لأن نواهيه تبع لنواهي الله عزوجل.<O:p></O:p>
والقول أن الأمر والنهي يؤخذ من الكتاب فقط فهذا شر فاضح وجهل فادح ، فبيان السنة للكتاب وفرضه وكيف هو ؟مثل عدد ركعات الصلاة والزكاة ووقتها والحج وفرائضه وأركانه وغير ذلك ، ومن الشرع ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ليس لله فيه نص حكم ، وقد فرض الله في كتابه طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والانتهاء إلى حكمه فمن قبل عن رسول الله فبفرض الله قبل.<O:p></O:p>
ثم الجهل الذي وقه فيه حين ذكر أن الأمر بحضور صلاة الجماعة عام فلم خصصه العلماء بالرجال فقط؟.<O:p></O:p>
فهذا جهل مركب ذلك أن المشبوه لا يفرق بين العام والخاص ومتى يخصص هذا العام ،والقرائن الصارفة، واضرب له مثالا: بقوله تعالى:" وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة" وقوله تعالى:"كتب عليكم الصيام".<O:p></O:p>
فهل يوجب الرويبضة الصلاة والصيام والزكاة على الصبي والمجنون ومن لم يبلغ النصاب والصلاة على النساء في أيام حيضهن.<O:p></O:p>
فأقول: ماقال الشافعي رحمه الله" لولا الاستدلال بالسنة وحكمنا بالظاهر قطعنا من لزمه اسم سرقة و ضربنا مائة كل من زنى حرا أو ثيبا .<O:p></O:p>
قلت: ولوجب الوضوء لكل صلاة لأن الله تعالى يقول :"و إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا".....الآية<O:p></O:p>
وأما قول الرويبضة أنهم يروون سننا تخالف الكتاب و تصادم نصوصه بشكل صارخ ؛فإن ما سنه رسول الله هو موافق لكتاب الله في النص وفي التبيين والتفسير ، وسبيل النصين إذا اختلفا في الظاهر أمكن التوفيق بينهما وترتيب أحدهما على الآخر ولا يحملا على المنافاة ولا يضرب بعضهما ببعض، وبهذا العلماء عاملون ولهم طرق لدفع التعارض والترجيح بين النصوص ، وقد عد العلماء أكثر من 100 سبيل للجمع بين نصين ظاهرهما التعارض، فلا يمكن أن يختلف نصان ولا يجتمعان في أي سبيل من السبل.<O:p></O:p>
وبهذا يتبين أن القواعد والأصول التي عقدها العلماء ، والعقل الصحيح وما نطق به الكتاب من كلام صريح يكذب هؤلاء التيوس الضلال الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.<O:p></O:p>
كانت هذه وقفات سريعة أسأل الله أن يجعلها صوابا في القول والأجر والحمد لله رب العالمين
الأربعاء نوفمبر 14, 2012 10:11 pm